منتديات صـِدفه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صـِدفه

لا تَبحَث عَن الحُب فالحُب يَأتي صِدفه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقة السابعة) ماراح تندم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سرة الدهر
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 152
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/11/2007

قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقة السابعة) ماراح تندم Empty
مُساهمةموضوع: قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقة السابعة) ماراح تندم   قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقة السابعة) ماراح تندم Icon_minitimeالخميس ديسمبر 13, 2007 10:03 am

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني مابقدر اكمل القصة لأني الساعة وحدة منتوكل على الله وانشاء الله اذا رجعت راح اكمل القصة واسمحوا لي على تقصير قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقة السابعة) ماراح تندم 017

نتابع وصلنه اللحين الى

::عذاب مجرم في البرزخ::
في تلك الأثناء ووسط صراخ المعذَّبين سمعت صراخا ً يقترب منا وبعد لحظات أصبح الصوت أكثر وضوحا ً وإن صاحبه يئن أنينا ً يقطِّع الفؤاد وهو يشتكي العطش فأصابني الهلع وتوجهت نحو ((حسن)) لأسأله:ما هذا الصوت ؟
نظر ((حسن)) إليَّ بوجهه الرؤوف وقال : انظر إلى أعلى الجبل واحتفظ بهدوئك, ولما نظرت إلى قمة الجبل شاهدت رجلاً كُبِّلت عنقه بالسلاسل وأخذ بأطراف السلسلة رجلان قبيحا الخلقة ضخما البنية, وكان ذلك الرجل يئن من العطش ويتلفّت هنا وهناك .
عندما شاهدنا أسرع نحونا ومن شدة خوفي احتميت بـ((حسن)) وسألته بهمسٍ من هذا ؟
قال ((حسن)) : إنّه من كبار القابعين في برهوت وهو الآن يذوق العذاب في وادي العذاب. هكذا أخذ يقترب منّا ومدَّ يده كالمتسول طالبا ً الماء, ولما وصل علب بُعد خطوات من ((حسن)) سحب المكلفون به السلاسل ومنعوه من التقرب . كان يبكي ويهمل الدموع وتقدم من ((حسن)) طالبا ً جرعة ماء , لكن ((حسن)) امتنع, غير أنّه واصل توسله, فسأله ((حسن)): أو ليس لك رفيق اسمه حسن؟
فأطرق برأسه وقال : أيُّ صديق وأيّ حسنٍ؟ إن ذنبي هو رفيقي أودعني منذ البداية بيد ملائكة العذاب وانصرف , وعليَّ الآن البقاء حتى يوم القيامة أعاني من العطش وأبقى مقيدا ً بالأغلال والسلاسل .
فقال له ((حسن)) مستهزئاً: إذن فادعُ ربّك ليعجل بيوم القيامة , كي تتخلص من هذا العذاب , فنهض من مكانه وأخذ يصرخ : كلا ... كلا فإننا في وادي العذاب لا نريد أن تقوم القيامة , فقد أرهقنا ما في البرزخ من عذاب قليل فكيف الحال من عذاب جهنّم ... ثمّ أغمي عليه , فانهال عليه ملائكة العذاب ضربا ً بأعمدة الحديد المشتعلة , وفجأة قفز من مكانه وأخذ يرغو كرغو البعير واشتعل جسده ناراً ثمّ بدأ يفحص بأقدامه وألسنة النيران تتصاعد من جسده وصوته يهز الأرض .
وهكذا أعاده ملائكة العذاب على تلك الحال يجرونه إلى وادي العذاب , ورغم سعادتي للتعذيب الذي يتعرض له مثل هؤلاء غير أنني كنت أشعر برعشة شديدة في بدني , فوضع ((حسن)) يده بهدوء على كتفي وقال : لا عليك فإنّه يستحق مثل هذا العذاب .
هيا بنا فالطريق طويل والغبار ألقى بك في مكانٍ خطير وموحش, وإذا سرت خطوات نحو الأعلى سترى براكين من النيران تغلي وتُلقي بألسنة النيران على الأرض , وأهلها قد تواقفوا عن الحركة وعليهم تجرّع ذلك حتى يوم القيامة, وأمثال ذلك الرجل كثيرون ولا شك في أنّك ستصاب بالخوف والرهبة لمشاهدتك إياهم .
إذن من الأفضل أن لا نسير نحو الأعلى .
قلت : رغم علمي أنّ الأمر كذلك لكنه مليء بالعبر ولو استطعت لألقيت عليهم نظرة عابرة .
ردّ عليَّ ((حسن)): كما قلت لك هذا المكان موحش للغاية , وإن بعض أنواع العذاب يوم القيامة تبدو هنا مصغرة ومخففة وتنال المستحقين , ومع ذلك فلا طاقة لك على تحمل رؤيتها, وإذا تحليت بالصبر فإننا سنمر على جانب من برهوت وهناك الكثير من المذنبين الذين عجزوا عن مواصلة الطريق وأحاط بهم العذاب رغم التفاؤل بخلاصهم يوماً ما, وهناك بإمكانك مشاهدة بعض المعذبين , استجبت له وواصلنا طريقنا على سفح الجبل .

:: ذوبان الذنوب ::
ونحن نطوي الطريق حدّثت ((حسن)) بقضية نحول الذنب , فضحك ((حسن)) وقال : الحق مع الذنب إذا ما ضعف لأنّ بدنه كان في الدنيا أضخم مما عليه الآن وإن ما تجرّعته من مصائب في الدنيا وصبرك عليها و العذاب الذي تجرّعته حين الموت هو الذي أنهك قواه.
وبالرغم من أن تذكّر الابتلاءات والمصائب التي تعرضت لها في الدنيا كان صعبا ً مرهقاً بالنسبة لي إلاّ أنني كنت مسروراً وفرحا ً لأن ذلك حدّ من قوة ذنبي .
قطعنا شوطا ً طويلا ً, ورغم عدم جرأتي على النظر إلى الجانب الآخر من الجبل غير أن صياح أهل الوادي وصراخهم لم يدعني أهدأ أبداً.
:: في قبضة الذنب ::
لقد كانت مواصلة الطريق صعبة للغاية, لكنني كنت أسير مستعينا ً بـ((حسن)) وفجأة وقع بصري نحو قعر الجبل فذهلت وتوقفت حيث شاهدت هيكلا ً ضخما ً يحمل شخصا ً مكبل اليدين والرجلين وهو غير آبهٍ بعويله وصراخه متوجها ً به نحو أعلى الجبل .
عرفت أن هذا الهيكل هو ذنب ذلك الشخص , وشاهدت ((حسن)) واقفا ً مثلي يراقب المنظر, لم يقترب ذلك الهيكل الأسود منا بعد وإذا بملائكة العذاب أطلّوا من خلف الجبل يحملون معهم الأغلال كأنهم على علمٍ بمجيء هذا الشخص. وعندما وصل الذنب عنهم ألقى بذلك المسكين وعاد إلى حيث أتى ضاحكا ً بصوتٍ عالٍ , فتناول الملائكة ذلك الشخص وكبلوا رجليه بالسلاسل وسحبوه نحوا وادي العذاب يضربون به الصخور.
دنا ((حسن)) مني وقال :هذا هو مصير الكافرين , ثمّ ضرب بيده على كتفي وقال : هيا بنا فالطريق صعب و طويل .

:: نور الإيمان ::

السلسلة الجبلية التي كنا نسير في سفحها كانت تعلو جبلاً تتصاعد منه النيران وتتصل بعنان السماء وقد سدّت الطريق أمام العابرين , شعرت بأنّ بلاءً جديداً قد برز أمامنا, فدنوت من ((حسن)) مضطربا ً مرعوبا ً وقلت له : يبدو أننا وصلنا طريقا ً مسدوداً , والطريق موصد أمامنا , قال لي ((حسن)) وهو يواصل طريقه : لا بأس عليك وتعال معي فهنالك كهوف صغيرة و قصيرة في هذا الجبل علينا أن نعبر أحدها لتدرك قوة إيمانك, فسألته متعجبا ً : قوة إيماني ؟
قال : بلى .
قلت : و كيف ؟
قال : اعلم أنّ كلّ إنسان ينال السعادة يوم القيامة على قدر إيمانه , وهنا صورة مصغرة لمقياس قوة الإيمان وعلى كلّ حال عليك النظر لا الكلام.
من ردّه فهمت أنّه عليَّ الصمت .
ثم ظهر أمامنا نفقٌ ضيق مظلم لا نافذة فيه ولما دخلناه أصابني الهلع لشدة ظلامه, وبعد خطوات توقفت وقلت لـ((حسن)) : المسير في هذه الظلمة موحش وغير ممكن وما العمل إذا لحق بي الذنب في هذه الظلمة ؟
دنا ((حسن)) مني وقال : لا تفكر بمجيء الذنب , فالضربة التي أنزلتها به لن تجعله يلحقنا بهذه السرعة بالإضافة إلى أنّه يضعف أكثر فأكثر في كل لحظة.
سررت لخلاصي من شر الذنب لفترة, لكن التفكير بظلمة الطريق استحوذ عليَّ مرة أخرى لذلك فقد توجهت إلى ((حسن)) متسائلا ً:كيف سنتقدم في هذه الظلمة ؟
قال ((حسن)) : نظرا ً لما تتمتع به من إيمان سيظهر أمامنا نور يضيء لنا الدرب , بعد قليل من الوقت شعّ من وجه ((حسن)) بور أضاء الطريق لعدة أمتار .
سرت إلى جانب ((حسن)) مسرورا ً , وكنا نمرّ أحيانا ً بمستنقعات عميقة استطعت العبور منها بقوة إيماني .

:: المتوسلون ::

قطعنا قليلا ً من الطريق وإذا بصرخات وصياح في وسط ذلك الظلام يطرق مسامعي , ولما أنصت قليلا ً تبين أنّه صوت بعض المتوسلين بنا كي نفيض عليهم من نورنا فيقتبسوا منه ويسيروا على ضوئه .
كان ((حسن)) يسير أمامي فناداني قائلاً : لا تستمع لهم فإنّهم حثالات المنافقين والكافرين جاؤوا إلى هنا إنّهم لا يستحقون ولو قبسا ً ضعيفا ً من النور ومصيرهم السقوط في واحدٍ من هذه الحفر الموحشة, وحيث واجهنا إصراراً منهم توقف ((حسن)) وخاطبهم : إن كنتم بحاجة إلى نور الإيمان فارجعوا إلى الدنيا وأتوا به.
التفت أحدهم نحوي وقال : يا عبد الله ألم نكن نحن وأنتم من المصلين الصائمين ؟ فلماذا تقولون ارجعوا إلى ذلك العالم وأنت تعلمون أنّه مستحيل.
استشطت غضبا ً وصككت أسناني على بعضها وقلت لهم : نعم لقد كنتم معنا لكنكم كنتم تعملون للقضاء على ديننا لا نصرته , لقد كنت بالمرصاد تحاولون ضرب الإسلام وها أنتم الآن قد عرفتم أنكم كنتم من المخدوعين.

:: تخاصم المجرمين ::

انتهى كلامي معهم ثم دنوت من ((حسن)) وقلت له : هيا بنا لئلا يعاودون الإلحاح .
قال ((حسن)) : أما ترغب أن تستمع تخاصمهم وتنازعهم؟ تأمل جيدا ً, فأنصتُ لهم فسمعت أصواتهم في قلب الظلام وإذا بهم يخاطب بعضهم بعضا ً : (( لولاكم لكن مؤمنين وتمتعنا بنور الإيمان)) فردّ عليهم أولئك : أنحن صددناكم عن الإيمان ؟ فإن كنتم تريدون الإيمان لآمنتم .
مضت لحظات من الصمت ثم صرخ أحدهم غاضبا ً : إنّ فلانا ً هو السبب فقد بدأ بلاؤنا منذ أن استمعنا لم قاله وأطعناه !
فأجابه : لو أنكم لو تطيعوني طاعة عمياء, فارتفع صوت شخص آخر : لقد أطعناك في الدنيا فهيا أنقذنا مما نحن فيه .
وهنا ارتفع صوت كبيرهم قائلاً : (( أما ترون أننا جميعا ً مشتركون في العذاب فأنّى لي إنقاذكم )) وما أن انتهى كبيرهم من الكلام حتى بدأ الذي اتبعوه بالدعاء بالويل والثبور عليه قائلين : (( ربنا إننا بريئون فهو كبيرنا ومرشدنا في الدنيا فضاعف عليه العذاب )).
لم ينته تخاصمهم بعد فجذبني ((حسن)) وقال : هيا بنا نسير فإنّ نزاعهم لا نهاية له وسيطول نزاعهم في جهنم أيضا ً . وبعد خطوات تناهى إلى مسامعي صوت رهيب ٌ فسألت ((حسن)) عن مصدره فقال : هو صوت أحد المجرمين قد سقط في حفرة سحيقة .
سررن لأن مثل هذا العذاب لا يطالني وهذا ما دفعني إلى مواصلة الطريق بمزيد من الأمان .

:: سرعة العبور ::

تقدمنا قليلا ً وإذا ببعض أنوار خافتة و أخرى قوية نسبيا ً تلفت انتباهي . فتصورت أنهم طائفة مثلنا يسيرون على ضوء نورهم , ولم يمضِ سوى قليلٌ من الوقت حتى وصلنا شخصا ً يتخطى رويدا ً رويدا ً على ضوء واحد من الأنوار الخافتة جدا ً فسلمتُ عليه وسألته عن حالته فقال : لقد أصابني الإرهاق , فعلى الرغم من أنني أسير في هذا النفق منذ مدة طويلة لكنني لا زلت في بداية الطريق.
قلت : هذا بسبب قلت إيمانك , أيّد ما قلته له, وفي الوقت الذي كان يمسي ببطء تأوّه بشدة وقال : واحسرتاه واحسرتاه , ولم نبتعد عنه سوى خطوات وإذا بصراخه يعلو, أردت الرجوع لكن ((حسن)) قال بسرعة : لقد تعجّل وحيث أنّ نور إيمانه ضعيف جدا ً فقد هوى في إحدى الحفر , قلت : وما الذي سيحصل في نهاية المطاف؟
توقف ((حسن)) وقال : لا شيء فإنّ ((حسن)) الخاص به سينقذه, لكنه يصل مقصده متأخر جدا ً. وما أن انتهى ((حسن)) من كلامه سطع أمامنا نور أخذ بأبصارنا ولما اختفى سألت ((حسن)) متعجبا ً: مالذي حصل ؟ فتأوّه ((حسن)) وقال : لإنّه أحد علماء الدين قضى عمره مطيعا ً عابداً مخلصا ً لله , وهاهو الآن طوى هذا الطريق المظلم بسرعة فائقة مستنيرا ً بنور إيمانه , فتحسرت أنا أيضا ً وقلت : طوبى له , فيا له من نور ويا لها من سرعة.
دخل الهمّ فؤادي ووضعت رأسي بين ركبتي من الندم والخجل وقلت : واحسرتاه فهذا النور هو نتيجة أتعابي لسنوات طويلة من عمري .
ناديت نداءً انطلق من أحضائي : يا إلهي , يا عليماً بأحوال الأحياء والموتى انظر إليَّ وزدني نوراً ليسهل عليَّ العبور من هذا المعبر الشاق.
وبقيت على تلك الحال أبكي وأبكي حتى شعرت بأن النفق ازداد نوراً ولما رفعت رأسي من بين ركبتي شاهدت ((حسن)) وقد أصبح أكثر نورانية من ذي قبل فنهضت وتوجّهت نحوه مذهولاً وقلت له : لقد أصبحت أكثر نورانية !
قال : لقد منَّ الله عليك برحمته وأفاض عليك من بنورٍ مضاعف وهذا بلا شك يعتبر استجابة لدعائك في الدنيا حيث كنت كثيرا ً ما تطلب رحمة الله لسفرك الأخروي , ثمّ واصل كلامه : لا أحد يستطيع العبور من برهوت معتمدا ًعلى عمله الصالح , فلا بد من أن تشمله رحمة الله إلى جانب عمله .
سُررت كثرا ًوحمدت الله على لطفه ورحمته اللامتناهية , كنت أسير بسرعة وأمان أكثر حيث تجاوزت بعض الناس فيما استطاعت مجموعة أخرى تجاوزنا , مع أني كنت أشعر بالإرهاق لكنني لم أكن أبالي بسبب لهفي لوادي السلام , فقلت لـ((حسن)) : ما أطول هذا الممر ؟
فأجابني ((حسن)) وهو يحثّ الخطى بسرعة : لو أنّك صمدت أمام غبار الشهوات لكان الطريق قد سهل عليك كثيرا ً , والآن لا بأس فعليك الصبر قليلا ً فما أسرع أن ينتهي هذا الطريق طرق فرعية
وأخيراً انتهينا من تلك الظلمة الموحشة ودخلنا صحراء مترامية الأطراف وبعد أن سرنا فيها خطوات توقف ( حسن ) وقال : انظر ياصديقي ، إن السير في هذا الطريق محفوف من الآن فصاعداً بالمخاطر أكثرمما سبق ، ألقى نظرة سريعة على الطريق واستمر في حديثه : كل من ابتلى في الدنيا بنوع من الانحراف سينحرف هنا أيضاً ، ثم أشار بيده إلى الطريق الذي يقابلنا وقال : هذا هو الطريق المستقيم الذي ينتهي بوادي السلام ولكن لا بد من الانتباه فهنالك الكثير من الطرق الفرعية – فالطرق المتناثرة على اليمين والشمال مضلة وأما الجادة الوسطى فهي المستقيمة – فأخذت أردد : اللهم اهدنا الصراط المستقيم . ثم طلب مني أن أسير خلفه وسرنا في الطريق الذي أمامنا ، وكان جميع الذين عبروا الكهوف ساروا في هذا الطريق للوصول إلى وادي السلام وكان الناس يطوون هذا الطريق بما لديهم من حسنات صغيرة أو كبيرة وبسرعات مختلفة .
بعد أن سرنا مسافة وصلنا مفترق طريقين ودون أن يتوقف ( حسن ) أشار إلى الطريق الواقع على الشمال وقال : هذه جادة الحسد والطغيان من دخلها خرج من جادة الشرك التي تنتهي بوادي العذاب . وفي تلك الأثناء شاهدنا شخصاً قد وطأ بقدمه تلك الجادة ورحتُ أفكر بأمره فتألمت لأنه اختار هذا الطريق المنحرف بعد كل تلك المصاعب والطريق الذي قطعه . وكنت أتمنى أن يندم ويؤوب قبل وصوله إلى جادة الشرك . لم يزل ذلك المنظر يشغل بالي حتى واجهت مشهداً أخراً في طريقي حيث شاهدت رجلاً صغير البنية يسير إلى جانب الطريق خائفاً مرتعداً ، فالتفت إلي ( حسن ) وقال : طأ بقدمك رأس هذا وتقدم . توقفت وسألته متعجباً : ولماذا ؟ قال : المتكبرون في الدنيا تصغر أبدانهم هنا كي يركلهم الناس بأقدامهم .
ولما تذكرت تكبر هؤلاء في الدنيا أخذتني العصبية فركلته بقدمي وألقيت به على الأرض وواصلت طريقي دون اكتراث بعويله وصراخه . وما أن ابتعدنا قليلاً حتى وصلنا مفترق ثلاثة طرق . فتوقف ( حسن ) ليدلني فقال : واصل طريقك المستقيم ولا تلتف يميناً أو شمالاً . لأن طريق اليمين طريق النمامين الذين يؤذون الناس بألسنتهم ، وأضاف : وفيه حيوانات لادغة تلدغ المارين من هناك .
في غضون ذلك دخله شخص فخرجت بعض الأفاعي من الأرض وأنبتت أنيابها بجسده فتركته مطروحاً على الأرض يصرخ بصوت عالٍ .
ونظراً لرعب المنظر أدرت بوجهي شمالاً فدهشت لرؤية شخص ضخم البطن لا يستطيع السير وكثيراً ما يسقط على الأرض . ولفقدانه التوازن انحرف نحو طريق الشمال وأخذ يواصل طريقه زحفاً .
سألت ( حسن ) : أي طريق هذا الذي يسير فيه ؟ قال : هذا طريق آكلي الربا حيث يذوقون أشد العذاب .
الغلي
سار بنا الطريق نحو قمة تل ، ومن الأعلى انتبهت إلى الجانب الثاني من التل فشاهدت مجموعة من المأمورين يقفون على الطريق وقد أوقفوا عدة أشخاص ، وإلى جانب المأمورين كانت تتصاعد ألسِنة من النيران ، ولشدة خوفي ورعبي دنوت من ( حسن ) ومنعته من المسير ، فمسح ( حسن ) بيده على رأسي وقال : لا تخف فلا شأن لهم بك فقد وقفوا يتصيدون أشخاصاً معينين . وفي تلك الحال ارتفع صوت عويل وصراخ ولما نظرت عرفت أن شخصاً كان واقفاً والنيران والدخان يتطاير من جبهته ولما أمعنت النظر شاهدت مسكوكة مغلية قد طُبعت على جبهته ، ثم أحمى المأمورون مسكوكة أخرى ووضعوها على ظهره فملأ صراخه وعويله أجواء الصحراء ، نظرت في وجه ( حسن ) متحيراً ، ونظر هو أيضاً في وجهي وقال : هذا جزاؤه – فهذه المسكوكات كان قد جمعها في الدنيا ، وكان يرد المحرومين والمستضعفين ولم يؤد حقوقهم – قال ( حسن ) ذلك وسار نحو الأسفل ولحقت به مرعوباً خائفاً .
ولما وصلنا عند هؤلاء المأمورين الغلاظ الشداد تضاعف خوفي ورهبتي لكن ما خفف من روعي وجعلني أهدأ هو أنهم فسحوا لنا الطريق للمرور فعبرنا من بينهم دون الشعور بالخطر .
قطعة من نار
ابتعدنا عنهم خطوات فراودتني فكرة الالتفات إلى الخلف ولما نظرت دهشت لرؤيتي المأمورين وهم يمسكون بشخص من رجليه ويديه ويحاولون إدخال قطعة من نار بالقوة في فيه ، توقفت عن المسير ورجعت إلى الوراء فهالني المنظر ، فكانت صرخاته وعويله أليمة للغاية ، وفي الوقت الذي كان داخله يستعر فقد كان يقطع الطريق زحفاً ، وفجأة شعرت بيد (حسن ) على كتفي فنظرت إليه وسألته : ما الأمر؟
قال : إن الذين يأكلون أموال الناس بالباطل يتولى أمرهم مثل هؤلاء الملائكة المكلفين بإطعامهم قطع مستعرة من الحديد .
بعد صمت قليل واصل ( حسن ) كلامه فقال : بطبيعة الحال فإن هؤلاء يوقعون عند معبر حق الناس .
وبعد استماعي لكلام ( حسن ) اطمأن قلبي قليلاً ولكن نظراً لتألمي من ذلك المنظر توجهت إليه وطلبت منه الابتعاد عن ذلك المكان .
ثم سرنا وسرنا حتى وصلنا شخصاً رافعاً يديه إلى الأمام وهو يتخطى خطوات قصيرة بحذر ، فقال ( حسن ) وهو يواصل مسيره مشيراً بإصبعه إلى ذلك الشخص : منذ أن خرج هذا المسكين من النفق أصيب بالعمى .
ثم سار في طريق فرعي يبعد عنا خطوات وقال ( حسن ) : هذا طريق أهل الدنيا وسرعان ما يدخله ، فسألته لماذا ؟
قال : ذلك واضح لأنه فضّل الدنيا وأهلها على الآخرة وعلى المؤمنين . وهذه الطائفة من الناس ممن يشترون الخسران المبين لأنفسهم ، وذلك هو شراء الدنيا بالآخرة . ولم ينته ( حسن ) من حديثه وإذا بهذا الشخص يطأ بقدمه طريق أهل الدنيا ، وبقيت أسير في طريقي وتارة أعود إلى الخلف لأنظر من ذلك الأعمى البائس .
كنا نطوي الطريق المستقيم على ما يرام ، وكنا أحياناً نسبق غيرنا فيما يسبقنا آخرون وقد صادفنا في الطريق طرقاً فرعية وأناساً عجيبين ، من بينهم أشخاصاً ذوي لسانين امتدت من أفواههم وتستعر فيها النيران ، فقال لي ( حسن ) إنهم المنافقون .
كما شاهدنا الذين ارتكبوا أعمالاً تخالف العفة وانغمسوا بالشهوات غير المشروعة وقد لجموا بلجام من نار . لكن الأكثر إزعاجاً هو الطريق الفرعي الذي تسير فيه النساء ، فهو طريق ينتهي إلى صحراء وتتعذب فيها نساء كثيرات ، فمنهن من علقن بشعورهن وذلك لأنهن كن يبدين شعورهن للأجانب ، ومنهن من يأكلن لحومهن ، وهن من كن يتزين أمام الأجانب ، ومنهن من كانت رؤوسهن رأس خنزير وأبدانهن بدن حمار لأنهن مارسن النميمة في الدنيا .
والذي أثار دهشتي خلال مشاهدتي لجميع تلك المناظر هو عجز ( حسن ) الخاص بهؤلاء بحيث أنه كان يتخلف عن صاحبه أحياناً مسافة مئات الأمتار فيعجز عن هدايته وإعانته.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقة السابعة) ماراح تندم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة جميلة من عالم البرزخ (الحلقةالرابعة) ماراح تندم
» كلمات جميلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صـِدفه :: :.¤..:~(المنتديــ العامة ــات)~:..¤.: :: {-- المنتدى الإسلامي ..~-
انتقل الى: