مقدمه
الموضوع ليس منقول وأنما هوجهدي وعملي ولله الحمد وان شاء الله مايكون ملل ولا تنظروا الى طول الموضوع وانما ان هل هو مفيد ولا تنظر كم قضيت من الوقت على قرأه موضوع واحد وأنما أنظر ماذا أستفدت من هذا الموضوع وأتمنى أذا أحب أحدكم نقل الموضوع أرجوا أن يذكر المصدر
قال الله تعالى
(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) سوره الذاريات
أن من يقرأ هذا الأيه الكريمه قد يتبادر الى ذهنه للوهله الأولى أن المقصود بالعباده الصلاه والصوم على أن الايه تأخذ بنا الى ابعاد وخطوات أكثر دلاله وأوسع مفهوما وخير من يرشدنا الى هذه الأبعاد ذات الدلاله الواسعه لمفهوم العباده هو الأمام جعفر الصادق سلام الله عليه وبلتالي يمكننا من فهم الايه حق فهمها
يقول الامام الصادق عليه السلام
الاول أن تعرف ربك
الثاني أن تعرف ما صنع بك
الثالث أن تعرف ما أراد بك
الرابع أن تعرف ما يخرجك عن دينك
نبدأ باولا وهو معرفه الله
أن أول خطوه يمكن أن يخطوها الأنسان لمعرفه دينه هي معرفه الله سبحانه وتعالى أذ كيف يمكن لنا أن نعبد ربا لانعرفه على أن المعرفه هنا ليست بلمفهوم المتعارف عليه بين الناس ذلك المفهوم العادي الذي يتبادر الى الذهن وأنما هي محاوله معرفه قدره الله وعظمته سبحانه وتعالى لأنه ليس بحجم يمكن أن ندركه بحواسنا فهو( ليس كمثله شئ) سوره الشورى
أن الله وتعالى عندما خلق الأنسان زرع فيه الرغبه تلك الرغبه في المعرفه التي يشعر من خلالها بجوع دائما الى أن يعرف ما حوله وهذه الرغبه هي ما يسمى بلفطره أذ أن الأنسان يحس بحاجه تدفعه ألى عباده الله ومعرفته في أعماقه
وهذه الفطره أنما تولد مع الأنسان منذ ولادته طفلا صغيرا فالطفل دائما يسأل ليجد تفسيرا لما يدور حوله فاذا أنقطع التيار الكهربائي يسأل أمه لماذا أنقطع التيار؟ ومن خاط هذه الملابس ؟ ومن جاء بهذه الحلوى ؟ ولماذ أمطرت السماء ؟ولماذا هذا البرق؟ والى ما لا نهايه من هذه الاسئله
أن هذه الكلمه(( لماذا)) يطلقها الطفل باستمرار لأنه يريد أن يعرف مايدور حوله وهي أي الكلمله لماذا- نداء الفطره أي أن ان الطفل مدفوع الى الأستفهام عن طريق الفطره لأن الأنسان يعرف أن لكل معلول عله ولكل سبب مسببا ولكل صنيعه صانعا ولكل مخلوق خالق أنها الرغبه الكامنه في داخل الأنسان التي تدفعه دائما الى السؤال
أن الأنسان يعيش خارج حدود الأراده في كثير من حياته قد تبلغ نسبتها
95% من حياته بينما يبلغ الجانب الأرادي حوالي 5% فقط فهو رهن للكون الذي يعيش فيه فلشمس تشرق وتغرب بغير أذنه , والقلب يعمل والد ماغ يأمر وينهي والكبد في شغل دائم والعينان في حركه لاتهدأ وكل ما في الكون في عمل مستمر ونحن لانعرف منه وعنه الا النذر اليسير الذي لايروي غله ولا يغني من جوع.
أن الانسان ليشعر بهذا في قراره نفسه وأن لله موجود ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض الأ بأذنه ) سوره الحج
فلماذا لاينظر الأنسان في ما حوله ليلتمس رحمه الله وفضله عليه لماذا لاينظر الى الهؤاء الذي يتنشقه والى الطعام الذي يأكله ؟
لماذا لا يشكر الله ويحمده لأنه في مأمن من النيازك والشهب التي تتساقط بأتجاه الأرض بمعدل يصل في الساعه الواحده الى أكثر من خمسين ألف نيزك
ولكنها تحتك بلغلاف الجوي تتحول الى طاقه ألا يدل هذا النظام الكزني البديع على وجود الله سبحانه؟لذلك يقول الحسين عليه السلام(( عميت عين لاتراك , متى غبت حتى تحتاج الى دليل ))
حتى البدوي الذي يعيش في الصحراء عندما سألوه هل تؤمن بالله ؟ قال بلى فسألوه والدليل ؟ قال البعره تدل على البعير والاثر يدل المسير أفسماء ذات أبراج وارض ذات فجاج ألا يدلان على اللطيف الخبير؟
ثانيا معجزه خلق الأنسان
أذا كان أول الدين معرفه الله سبحانه وتعالى فكيف تكون المعرفه وأي نوع هي؟ ويأتيك جواب الأمام الصادق سلام الله عليه ليقول (( أن تعرف ما صنع الله بك))
وأذا أردنا أن نعرف ماذا صنه بنا فنحن نسأل من أيه جهه ؟ لجهه الجسد أم لجهه النفس ؟ فأذا كانت المعرفه تتوجه الى صنيع الله بنا من الناحيه الجسديه فما علينا الأ أن نتأمل هذا الجسد ونشرحه لنجد أن العلماء في دراستهم المطوله لم يعرفوا من جسم الأنسان الأ القليل وما عرفوه يدعوا الى العجب والدهشه.
أذأن ثمه 500 مليون عصب دقيق متغرع من الدماغ الذي ينقل الأوامر بأسرع من لمح البصر . فمن زرع هذه الملايين من الأعصاب غير الله عزوجل ؟من زرعها في طرف اللسان حتى نميز الطعام المالح من الطعام الحلو أو المر؟
أن كل مافي جسم الأنسان معجزه تدل على قدره الله سبحانه وتعالى فكيف يتعامى الأنسان عن هذه الحقائق ( فبأى الاء ربكما تكذبان) علما أن هذه الحقائق دامغه وواضحه وهي دليل صارخ على وجوده سبحانه وقدرته ووحدانيته أذ كل شئ في جسد الأنسان يدل على أنه واحد.
أن الانسان هو واحد من ثلاثه أنواع خلقها الله سبحانه وتعالى الملائكه والحيوانات والجن ولندع الجن جانبا وقد جاء الأنسان في مكان وسط ما بين الملائكه والحيوانات وأرجوا أن لا يتبادر الى أذهانكم أن الملائكه أفضل من الأنسان من حيث النوع بل العكس هو الصحيح لأن الله سبحانه وتعالى خلق الأنسان وزوده بقابليات وخصائص ومميزات فريده أهلته لكي يقوم بدور الخليفه الشرعي في الأرض من قبل الله سبحانه وتعالى على أن هذه الخاصيات والفضائل غير موجوده لاعند الملائكه ولا عند الحيوانات لأان الله سبحانه أراد أن يكون الأنسان خليفته في أرضه وبالتالي فهناك دور ينتظره ورساله عليه أن يؤديها من خلال هدف محدد من قبل رب العالمين .
أ، الله سبحانه وتعالى زود الأنسان بقابليات وأجهزه غير متوفره لدى الحيوانات والملائكه لأنه مطلوب منه أن يصل الى الهدف الذي حدده له
أن الأنسان يشترك مع سائر الحيوانات بلغريزه ولكنه يفترق عنها بأمور وهي كتالي
العقل
القدره على التعليم
القدره على الكتابه والقراءه
القدره على النطق والبيان
لقد أعطا الله سبحانه وتعالى للأنسان العقل كما هيأ له العلم ليكون غذاء للعقل لأن الناس يولدون على درجه طبيعيه واحده من العقل لكنهم يتفاوتون في درجات الذكاء
يقول أمير المؤمنين عليه السلام
(( العقل عقلان مطبوع ومسموع )) العقل أذا يحتاج الى غذاء وغذاؤه العلم وبدون العلم يصبح عقلا هزيلا ضعيفا كالجسم الذي نمنع عنه الغذاء فأنه يذوي ويضعف حتى يصبح هزيلا.
وأذا تركنا جانب المقارنه بلحيوانات وقارنا الأنسان بلملائكه يقول الله تبارك وتعالى
((وأذ قال ربك للملائكه أني جاعل في الأرض خليفه قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحنوا نسبح بحمدك ونقدس لك قال أني أعلم مالا تعلمون وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضها على الملائكه فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء أن كنتم صادقين قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم ))
سور البقره
يتضح لنا من سياق الأيات أن الله سبحانه قد علم أدم بينما (( عرض)) على الملائكه لأن الأنسان يمتلك قابليه التعلم أما الملائكه ليس لديهم هذه القابليه وبلتالي فأن معلوماتهم محدوده يأخذونها عن طريق (( العرض )) كأله التسجيل تماما التي تتلقى العرض فتسجل ما يعرض عليها بدليل أن الملائكه قالو(( سبحانك لا علم لنا الأ ما علمتنا)) في حين أن الأ نسان معلوماته غير محدوده أخذا وعطاء.
ثالثا معرفه الطلوب منا
وبهذا نكون قدوصلنا الى بيت القصيد في هذه الجوله من خلال عوتنا الى الأيه الكريمه (( وما خلقت الجن والأنس الأ ليعبدون )) سوره الذاريات
فهل خلقنا الله سبحانه وتعالى للصلاه فقط ولغيرها من سائر العبادات المعروفه كالصوم والحج والزكاه ؟
أن العباده في الأسلام أشبه ماتكون بشجره تعددت أغصانها وأوراقها وامتدت ظلالها لتتجاوز اللاه والصوم والحج فتشمل حركه الحياه كلها وفي كل المجالات فطلب العلم عباده والتفكر في أمر الله عباده والعمل في الارض عباده يقول الأمام العسكري سلام الله عليه
(( ليست العباده كثره الصلاه والصيام وأنما العباده في كثره التفكر في أمر الله ))
على أن تجدر الأشاره هنا الى أن لفظه (( كثره)) الوارده في الحديث أنما تشير الى الصلاه المستحبه والصوم المستحب لا الى الصلاه الواجبه
أذا فلهدف الذي من أجله خلقنا الله سبحانه هو التكامل العلمي والعملي
أما العلمي فهو أن تتدرس وتقرأ وتتفقه والعملي هو أن تعبد الله وتبني الأرض وتنشئ الحضاره هذا هو الهدف الأسمى الذي لأ جله خلقنا الله سبحانه وتعالى أنها رحله التكامل في مسيره الأ سلام وظلال القران وظلال أهل البيت عليهم السلام لأن أهل البيت هم من يوضحون لنا مدلهم الطريق ومظلم الدروب .
رابعا أن تعرف ما يخرجك عن دينك
على الأنسان الؤمن أن يكون على درايه وبصيره بكل مايمكن أن يخرجه عن دينه , اذ أن هناك بعض الناس يخالفون دينهم وهم لايدرون ذلك , فأذا جاء رجل الى المسجد وصلى ثم سرق كتابا للدعاء وراح لبيته يقرأ الدعاء ويتوسل ويبكي الى الله أن هذا الرجل قد خرج عن الطريق وهو لايدري
ورجل أخر عائلته بأمس الحاجه الى النفقه وعليه ديون مترتبه للناس وعندما جاء وقت الحج استدان مبلغا من المال لاداء الفريضه في الوقت الذي ترك عائلته محتاجه وأصحاب الديون يطالبون باموالهم أن مثل هذا الرجل يكون قد خرج عن الطريق ولا يدري ايضا
يجب أن نعرف دوافعنا الحقيقيه ويجب أن نعرف ما الذي يحركنا ويدفعنا في حركه الحياه لا سيما هذا الزمن الذي تحاصرنا فيه تيارات من الفكر تقوم على الكفر والألحاد وتكاد تستولي على عقولنا وعقول شبابنا مما يجعلنا ننحرف عن جاده الدين القويم ومن هذه التيارات الفكريه مايقول ان الاقتصاد هو الذي يحرك الانسان ومنها مايقول ان الغرائز هي المحرك الاساسي للبشر
لكن الاسلام يضع النقاط فوق الحروفعندما يقول أن العقل والأيمان هما اللذان يحكمان حركه الانسان وينظمهاها ويوجهها الوجه الصحيحه التي تصل به الى شاطئ الأمان .
أن سلوك المؤمن هو ترجمه عمليه لأيمانه وأسلامه أذا لا وجود في حياته وفي حركته للكذب ولا وجود للغيبه في الوقت الذي تجد كثيرا من الناس لا يهنأ لهم بال الأ أذا أغتابوا وكذبوا ونافقوا ونحنوا نعلم أن الغيبه والكذب والنفاق تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
والحمد الله رب العالمين
أسال الله أن يتقبل مني هذا القليل وأن شاء الله يعجبكم الموضوع